خمسون عاما من كابو

خمسون عاما من كابو

بعد فترة وجيزة من نهاية حرب ال1967، اجتمع مجموعة من السياسيين والصحفيين والأكاديميين وغيرهم من المهتمين بالعالم العربي على شرفة مجلس العموم، وكان هدفهم خلق صوت واضح في السياسة البريطانية يقدر العلاقات مع العالم العربي، ومستعد للوقوف مع الحقوق العربية والفلسطينية وهكذا ولدت كابو.

 

كان المدير الأول مايكل آدامز، وهو صحفي بارز كتب عن حرب ال1967، لكنه لم يتفق مع محرر صحيفة الغارديان في ذلك الوقت لأن الأخير رفض نشر تقارير مايكل الدقيقة عن تدمير القرى الثلاث في أمواس، بيت نوبا و يالو في اللطرون. خلفه جون ريداواي، وقد لعبا الاثنان دورا رئيسيا في وضع أسس كابو كقوة رئيسية في السياسة البريطانية.

 

لم تكن مهمة سهلة، وكان أعضاء البرلمان، مثل إيان جيلمور، وديفيد واتكنز، والسيد دينيس والترز، يتعرضون للمضايقات والتهدم باستمرار في مجلس العموم لجرأتهم في الحديث عن الحقوق الفلسطينية. واليوم، وبفضل شجاعة أسلافهم وعمل كابو الشاق الذي يروج لهذه الحقوق، تغيرت الأمور تغيرا جذريا. على الرغم من أن العديد من السياسيين من مختلف الأحزاب تؤيد هذه الحقوق، إلا أن السياسة الخارجية البريطانية كثيرا ما تفشل في الحفاظ عنها.

 

منذ البداية، كانت كابو منظمة عبر الحزب، مع أعضاء برلمانيين من جميع الأحزاب السياسية الرئيسية. على مر السنين، استطعنا الوصول إلى جميع القطاعات السياسة البريطانية والانخراط مع المجتمعات العربية هنا في المملكة المتحدة.

 

وقد اتخذت كابو منذ سنواتها الأولى دورا تعليميا وإعلاميا قويا. في عام 1967 أظهر استطلاع للرأي العام أن 98٪ من الشعب البريطاني يعرفون القليل أو لا شيء عن العالم العربي، وأن القوالب النمطية السلبية حول المنطقة والعرب كانت شائعة في وسائل الإعلام. وفي عام 2017، أظهر استطلاع للرأي من You Gov أجرته كايبو و Arab News  أن هذه النسبة لا تزال مرتفعة حيث أن 81٪ من الشعب البريطاني يعرفون القليل أو لا شيء عن العالم العربي. وتحدي العنصرية المناهضة للعرب وكره الإسلام يبقى في صميم عمل كابو، نظرا لتصاعد جرائم الكراهية والمشاعر المعادية للعرب والمسلمين.

 

وعلاوة على ذلك، وجد استطلاع الرأى لعام 2017 أن معظم البريطانيين غير راضين عن السياسة الخارجية للمملكة المتحدة حول العالم العربى، ​​بينما قال 57٪ انها غير فعّالة إلى حد كبير فى دعم حقوق الإنسان وتعزيز الأمن العالمي.

 

اليوم، في وقت من التغيير الكبير في جميع أنحاء العالم العربي، دورنا يبقى في قمة الأهمية.